تفسير سورة القدر وسبب نزولها، سورة القدر هي سورة مكية، وعدد آياتها خمس آيات، واما عن عدد كلماتها فهم ثلاثون كلمة، وعدد حروفها 112 حرف، وهي سورة توضح مكانة ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك وعظمتها ومكانتها عند الله وهي ليلة القدر.
وفي هذا المقال من موقع عرب فور نت سوف نوضح لكم ما هو تفسير سورة القدر وسبب نزولها، وايضا سنتناول ما هو فضل ليلة القدر، بالاضافة الى معلومات اخرى متعلقة بتلك الليلة المباركة ووصفها عند الله سبحانه وتعالى.
تفسير سورة القدر وسبب نزولها |
تفسير سورة القدر
سورة القدر: { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ }، يقول تعالى مبينًا لفضل القرآن وعلو قدره: { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ } كما قال تعالى: { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ } وذلك أن الله [تعالى]، ابتدأ بإنزاله في رمضان [في] ليلة القدر، ورحم الله بها العباد رحمة عامة، لا يقدر العباد لها شكرًا.
وسميت ليلة القدر، لعظم قدرها وفضلها عند الله، ولأنه يقدر فيها ما يكون في العام من الأجل والأرزاق والمقادير القدرية، ثم فخم شأنها، وعظم مقدارها فقال: { وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ } أي: فإن شأنها جليل، وخطرها عظيم، { لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ } أي: تعادل من فضلها ألف شهر، فالعمل الذي يقع فيها، خير من العمل في ألف شهر [خالية منها]، وهذا مما تتحير فيه الألباب، وتندهش له العقول، حيث من تبارك وتعالى على هذه الأمة الضعيفة القوة والقوى، بليلة يكون العمل فيها يقابل ويزيد على ألف شهر، عمر رجل معمر عمرًا طويلًا، نيفًا وثمانين سنة.
{ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا } أي: يكثر نزولهم فيها { مِنْ كُلِّ أَمْر سَلَامٌ هِيَ } أي: سالمة من كل آفة وشر، وذلك لكثرة خيرها، { حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ } أي: مبتداها من غروب الشمس ومنتهاها طلوع الفجر، وقد تواترت الأحاديث في فضلها، وأنها في رمضان، وفي العشر الأواخر منه، خصوصًا في أوتاره، وهي باقية في كل سنة إلى قيام الساعة، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم، يعتكف، ويكثر من التعبد في العشر الأواخر من رمضان، رجاء ليلة القدر [والله أعلم].
قد يهمك معرفة: تفسير سورة الفلق
سبب نزول سورة القدر
ورد في سبب نزول ليلة القدر قول عن مجاهد "وهو حديث مرسل" مفاده أنّ رجلاً من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله -تعالى- ألف شهر، فتعجّب المسلمون من ذلك العمل، فأنزل الله -تعالى- السورة الكريمة، فنزل القول بأنّ العبادة في ليلة القدر وفي ليلة واحدة مباركة خير من الألف شهر الذي لبس فيه الرجل السلاح في سبيل الله -تعالى-.
قد يهمك ايضا معرفة: تفسير سورة المعارج
فضل ليلة القدر
إنّ لليلة القدر فضلاً عظيماً ومنزلة كبيرة، وفيما يأتي بيان ذلك من خلال آياتها:
- قوله تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)، قوله (إنّا) مكونة من (إنّ) وهو حرف توكيد، و(نا) ضمير يدلّ على جمع، وإذا تكلم الواحد بضمير الجمع، فهذا يدل على العظمة، فاجتمع في كلمة (إنّا) التوكيد والتعظيم؛ وهذا التوكيد والتعظيم جاء مناسبا؛ لأنه سيتكلم عن أمر عظيم القدر. ثم يخبر الله تعالى عن هذا الأمر العظيم، وهو نزول القرآن في ليلة القدر.
- قول الله -تعالى-: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ)، هنا أسلوب تشويق، يمهد فيه الله للخبر العظيم، ليزرع في نفس المتلقّي الدهشة، ويغرس في نفسه التساؤل، ويجعله يرتقب الجواب بلهفة قبل أن يعرّفه ويطلعه على حقيقة هذه الليلة.
- قول الله -تعالى-: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ)، يعني أنّ العبادة فيها تساوي العبادة في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر.
وفي نهاية المقال نكون قد تعرفنا على ما هو تفسير سورة القدر وسبب نزولها، وما فضل تلك السورة القرانية.